قال تعالى:
{ وَلَوْ نَشَآءُ لَأَرَيْنٰكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمٰهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمٰلَكُمْ }

وقال تعالى :
{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قٰتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنّٰى يُؤْفَكُونَ }

وقد نهي الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مسجد الضرار،رغم أن صورته صورة مسجد،يقام فيه ما يقام في المساجد من ذكر وصلاة، لكن لما كان الذي يحدث في هذا المسجد مناقض لأوامر الله ولرسوله،وصفه الله بالضرار!
"وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًۢا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَآ إِلَّا الْحُسْنٰى ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكٰذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوٰى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"

فينبغي للمؤمن أن يكون ذكيا فطنا،عنده بصر وبصيرة،لا يخفى عليه المنافقون المرجفون،وإن تسموا بأسماء المسلمين، ولبسوا لباسهم،وتكلموا بلسانهم، بل ينظر في الأفعال والقرائن، ويزنها بميزان الله،ثم يحب ويبغض ويوالي ويعادي..

ورحم الله عمر الفاروق رضي الله عنه إذ قال :
لست بالخِّب، ولا الخب يخدعني.

وأخرج البخاري رحمه الله عن عمر رضي الله عنه أنه قال:
"إن أُناسًا كانوا يؤخَذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع!
وإنما نأخذُكم الآنَ بما ظهَر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا؛ أمِنَّاه وقرَّبناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته،ومن أظهر لنا سوءًا لم نأمنْه، ولم نُصدِّقْه،
وإن قال: إنَّ سريرتَه حسنة"

قال المغيرة بن شعبة: "ما رأيتُ أحدًا أحزَمَ من عمر؛ كان -والله- له فضلٌ يَمنعه أن يَجزع،وعقلٌ يَمنعه أن يُخدع"

فمن أعمل هذا الباب،واجتهد فيه؛ انكشفت له كثير من الحقائق، وزالت عنه كثير من الإشكالات، وعرف أين موضع الندى من موضع السيف.