بلغ الأميركان من الوقاحة والغطرسة والاستهانة بأرواح البشر، أن اختيار # &zwj ;ناجازاكي أتى بناء على رغبة وزير الحرب الأميركي آنذاك "هنري ستيمسون"..
والذي اختارها بدلا من مدينة كيوتو اليابانية بسبب قضائه شهر العسل في تلك المدينة قبل عقود!!
بلغ الأميركان من الوقاحة والغطرسة والاستهانة بأرواح البشر، أن اختيار # &zwj ;ناجازاكي أتى بناء على رغبة وزير الحرب الأميركي آنذاك "هنري ستيمسون"..
والذي اختارها بدلا من مدينة كيوتو اليابانية بسبب قضائه شهر العسل في تلك المدينة قبل عقود!!
في بعثته إلى جيش الشام، وقف سيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- يأمر قائد جيشه يزيد بن أبي سفيان فيقول:
"إني أوصيك بعشر: لا تقتلن صبيا ولا امرأة ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله، ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنه ولا تغلل ولا تجبن".
ترى.. كم احترمت قنبلتا هيروشيما وناجازاكي من هذه التوصيات؟
النظرة المتعالية للرجل الأبيض الغربي على الآخر، ظلت لصيقة بالأميركيين حتى وقت متأخر من القرن الماضي..
فالشهادات التاريخية تؤكد مدى احتقار الأميركان لليابانيين واعتبارهم في درجة أدنى من البشر..
حتى إن أحد الاستبيانات أظهر أن 50% من الأميركيين كانوا سعداء بالقصف النووي لليابانيين في هيروشيما وناجازاكي، فيما أعرب 23% عن حزنهم لاستسلام اليابان قبل أن تتلقى عددا أكبر من القنابل!
منذ نصف ساعة بالضبط مر أطول (وأشد) زلزال شعرت به منذ قدومي لليابان. بدأت الغرفة في التراقص فجأة وبدون مقدمات، وفي حدة متزايدة، وهو أمر لم يحدث من قبل. تقريبًا هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي فكرت فيها جديًا في احتمالية استخدام سلم الطوارئ. لحسن الحظ لم يطل الأمر كثيرًا لبُعد طوكيو النسبي عن مركز الزلزال.
عامة نحن هنا ننتظر قدوم "جودزيلا" خلال الفترة القادمة - زلزال ديستوبي يزور اليابان مرة كل 90-200 سنة، والذي كانت آخر زياراته في العام 1946.
للتخيل حجم ما نتحدث عنه هنا، فبعد أخذ "كل" الاحتياطات الممكنة، من المتوقع أن يخلف هذا الزلزال عدد ضحايا يتجاوز ضحايا قنبلتي هيروشيما وناجازاكي معًا، وخسائر اقتصادية على مدى العشرين عام التالية تقدر بأكثر من 250 ضعف الناتج القومي الإجمالي لليابان حاليًا.
عن الزلزال:
على عكس الاعتقاد الشائع، فقنبلتي هيروشيما وناجازاكي - كغارات فردية - لا تُعدان أكثر الغارات الجوية دموية في التاريخ.
أكثر غارة دموية في التاريخ هي الغارة التي قامت بها القوات الجوية الأمريكية على طوكيو في ليلة 9 مارس 1945، والمعروفة باسم "Operation Meetinghouse". الغارة استهدفت -عمدًا- أكثر مناطق طوكيو كثافة سُكانية "مدنية"، وذلك بغرض تعطيل القُدرات الصناعية للمدينة.
حصيلة الغارة - والتي استمرت لـ 160 دقيقة تقريبًا - هي مقتل حوالي 100 ألف شخص أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وتشريد حوالي مليون شخص، وتدمير حوالي 267000 مبنى (ربع مباني طوكيو بالكامل في ذلك الوقت)، وخسارة طوكيو لـ 50% من قدراتها الصناعية.
مقتطفات من الجزء الثالث من سلسلة "أمريكا الإسرائيلية وفلسطين الهندية الحمراء" الصادر حديثاً عن دار الروافد الثقافية - بيروت، ودار ابن النديم - الجزائر، وسيكون متوفراً بإذن الله في المعارض القادمة للكتاب:
۞ صحيفة "الوطن" الكويتية ، 29/2/1984.
رسالة جنيف
حوار صحفي عربي مع الهنود الحمر
نعارض "كامب ديفيد" ونطالب بدولة للفلسطينيين
جنيف – من جميل عطية إبراهيم
الهنود الحمر . أولئك الناس الذين قضت عليهم تقريباً جحافل البيض عند استعمار القارة الأميركية والذين سخرت وسائل الإعلام من سينما وتلفزيون وقصص مغامرات لتشويه صورتهم في العالم . الهندي الأحمر كما قدمته السينما الأميركية هو الرجل النذل الجبان غير الآدمي المتوحش الذي لا يستحق الحياة .
وفي جنيف في اجتماعات اللجنة الدولية لحقوق الإنسان تعرفت على وفد الهنود الحمر الذين جاءوا ليطرحوا قضيتهم على العالم وتحدثت إلى رئيس الوفد، رجل ربعة متين البنيان وجهه طيب ووديع ويتحدث في رقة بصوت خافت ولكن كلماته كحد النصل واضحة وقاطعة .
وحدثني الرجل عن معركة الهنود الحمر وفلسفتهم وتأييدهم للفلسطينيين وفاجأني بمعارضة الهنود الحمر لاتفاقية كامب ديفيد ولم يتحدث إليّ كشخص مضطهد فقط أو سياسي ملم بما يجري في العالم ولكن كرجل حضارة وصاحب رسالة وفلسفة لإصلاح أحوال العالم .
اسمي وليامز مينز .
رئيس المجلس التنفيذي لجمعية غير حكومية تدافع عن الهنود الحمر ليس في الولايات المتحدة فقط ولكن في الأميركيتين .
مشاكلنا تتشابه مع مشاكل الشعوب الأخرى سواء في فلسطين أو جنوب إفريقيا فتاريخنا عانى من جرائم إبادة الجنس والعنصرية والاستعمار والاستغلال وهذه الوسائل التي استخدمت في القضاء علينا لا تزال تستخدم في فلسطين [فكرة فلسطين الهندية الحمراء] وفي جنوب القارة الإفريقية .
وما حدث في فلسطين من طرد وإبادة للفلسطينيين الذين عاشوا على أرضهم قروناً عديدة في وئام مع اليهود تم بتقديم معونات فنية متقدمة من الولايات المتحدة لدعم حكومة عميلة وبواسطة القوة المسلحة [،] واتفاقية "كامب ديفيد" تذكرنا بما حدث في الأميركيتين وغرضها هو تشريد الفلسطينيين بعيداً عن أرضهم وتوطينهم في مصر أو الأردن أو سوريا فهي لا تعترف بحقهم في الإقامة على أرضهم وفي دولتهم ولكنها تتحفظ على حقهم في إقامة دولتهم المستقلة، وفي حرب لبنان الدامية في الصيف الماضي ذكرتنا مذابح "صبرا وشاتيلا" بما حدث لنا نحن الهنود الحمر من مذابح في سنوات 1880 .
والآن المذابح لا تحل بالهنود الحمر فقط أو الشعب الفلسطيني فقط أو الشعب الأسود فقط ولكن أيضاً بشعب "غواتيمالا" على سبيل المثال الذي يكون الهنود الحمر غالبيته وذلك بواسطة حكومة عميلة وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية .
دولة مستقلة للهنود الحمر
نحن نمتلك كل مقومات الدولة فنحن نعيش على أرضنا ولنا لغتنا وحضارتنا وأرضنا غنية بالمعادن وقد وقّعت الولايات المتحدة ما يزيد على 371 معاهدة في القرون الماضية معنا والرجل الأبيض لم يكتشف الهنود الحمر ولكننا نحن الذين اكتشفنا "كولمبس" وفقاً لأكثر التقديرات محافظة كان عدد الهنود الحمر قبل قدوم الرجل الأبيض 40 مليون هندي في القارة والآن يوجد في الولايات المتحدة وكندا 2 مليون فقط .
ولهذا ليس من حق السفير الإسرائيلي التحدث عن الإبادة النازية فنحن الذين أُبدنا وإذا كان اليهود قد تعرضوا لمذابح على يد النازي فهذا ليس بمبرر لقتل الفلسطينيين وطردهم من أرضهم فنحن ندين أيضاً جرائم النازية، وما يجري في جنوب إفريقيا حالياً بدعم من الولايات المتحدة الأميركية هو ما حدث لنا في الماضي .
ونحن هنا في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان لنذكر العالم بما حدث لنا وتقدم الحقائق والوثائق ونطالب بإنشاء دولتنا فنحن لدينا الكثير لتقديمه للبشرية .
ومن حدود المكسيك حتى حدود الولايات المتحدة تجد في أميركا اللاتينية 80 مليون هندي فنحن لسنا بأقلية ولكن الرجل الأبيض هو الأقلية ولذلك علينا أن نحارب لسنوات وسنوات من أجل حقنا في الاستقلال وحق تقرير المصير .
إضفاء الشرعية القانونية على النهب والإبادة :
أصدرت الحكومات الأميركية المتعاقبة العديد من التشريعات والقوانين لتنظيم معيشة الهنود الحمر والاستيلاء على أراضيهم ونهبها باسم الشرعية القانونية وهو ما تقوم به إسرائيل حالياً في الضفة الغربية وكذلك جنوب إفريقيا وهذه التشريعات يمكن مقارنتها كلمة بكلمة بعضها بعض [وهي فكرة أمريكا الإسرائيلية].
الولايات المتحدة الأميركية أغنى دولة في العالم ولكن الهنود الحمر يعيشون تحت مستوى الفقر، أنا من جنوب داكوتا ومتوسط دخل العائلة بأكملها السنوي في جنوب داكوتا يقل عن 1500 دولار ومتوسط البطالة 90% ومتوسط التعليم 6% بينما الأرض التي نعيش عليها واحدة ومن أغنى المناطق بالخامات [نفس نتائج السلوك الاستعماري في كثير من البقاع من العراق إلى ليبيريا حيث تكون البلاد غنية جداً بالموارد ولكن لا يستفيد الأهالي من مواردهم فنجد أغنى دولة في النفط يقف أهلها في طوابير طويلة للحصول على الطاقة والدولة التي يمر بها أطول نهر في العالم تفتقر لمياه الشرب وهكذا].
ونحن هنا لتأييد الفلسطينيين والسود وكل الشعوب المقهورة ولنا علاقات طيبة بالسود والصُفر في الولايات المتحدة ونطالب بتكوين دولتنا ولا نرضى أن نعيش كأقلية مضطهدة .
ونحن لا نفرض تصوراً معيناً بل نترك للهنود الحمر اختيار الشكل المناسب وهل هو الاستقلال الكامل عن الولايات المتحدة أو شكل من الاستقلالية مع نوع من التعاون ونحن نعتقد أننا من حقنا العيش على أرضنا في دولتنا كما أن ذلك من حق السود في جنوب إفريقيا ومن حق الفلسطينيين .
إبادة الهنود الحمر واستغلالهم :
على الرغم من وجود قوانين حديثة لحماية الأفراد في الولايات المتحدة غير أن الممارسة اليومية تكشف عن استغلال وإبادة الهنود الحمر وذلك بسبب التاريخ الطويل والصورة السيئة التي تقدمها المؤسسات الرسمية عنا للآخرين .
نحن نكافح ضد السياسات التصنيعية في الشرق والغرب على السواء :
عندما سألته عن طبيعة نضاله وهل هو موجه ضد الرأسمالية كنظام استغلالي يستغل الهنود الحمر والسود والشعوب الأخرى والطبقات العمالية أيضاً من البيض، أجاب قائلاً :
- الاستغلال لا يقف فقط عند الهنود الحمر [،] والرأسمالية ليست هي فقط عدوتنا ولكننا ضد التصنيع ولا يهمنا إذا كان في الغرب الرأسمالي أو الشرق لاشتراكي[،] ومنطلقنا أن الأرض هي أمنا ويجب الحفاظ عليها وعلى مواردها من أجل الأجيال التي لم تولد بعد وتوجد علاقة متينة بين الهندي والأرض ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر[،] والأرض الآن يحيط بها الخطر في الشرق وفي الغرب على السواء[،] وعلى سبيل المثال خامة مثل "البترول" مهددة بالنفاذ [بالنفاد] وكذلك خامات كثيرة.
كما أننا ضد التفجيرات النووية بكافة أغراضها السلمية والعسكرية ونحن الذين وقع علينا أول تفجير نووي على أرض الهنود الحمر في أريزونا قبل إلقاء قنبلة هيروشيما وناجازاكي ويعاني الهنود الحمر من عواقب هذا التفجير حتى الآن.
فلسفة الهنود الحمر لإنقاذ العالم :
عندما سألته عن طبيعة كفاح الهنود الحمر وهل هو سياسي أم اقتصادي أم حضاري، أجاب : نحن لا نطرح نظاماً اقتصادياً مادياً فقط ولكن نقدم نظاماً حضارياً كاملاً يتلخص في تعليم الإنسان كيف يعيش على هذه الأرض ويحترمها فهي أمنا الأرض ولهذا فنحن نعتقد أننا لسنا الوحيدين الذين نؤمن بذلك فكل إنسان ليس في حاجة إلى نظام مادي فقط ولكن إلى نظام روحي أيضاً ولهذا أناس عديدون ذوي ديانات مختلفة ورسالات مختلفة وطرق مختلفة في الحياة يشاركوننا الاعتقاد في وجوب الحفاظ على سلامة أمنا الأرض .
5318- أعتى الأسلحة التي عرفتها البشرية؛ القنابل الانشطارية والاندماجية؛ ولكن؛ أيها أشد فتكاً؟.
سترى في هذا المقال.
شوف بقى يا عم التنويري المتنور صاحب فكرة إننا مسلمين في مصر عشان ده دين اللي انتصر عسكريا بحسب تعبيرك، انطلاقا من فكرتك أقدر أقولك برضه مش صدفة إنك انت وكل المتنورين في بلادنا اليوم تقدسون قيم العلمانية والليبرالية والديمقراطية واللي هي برضه قيم المنتصر عسكريا في العالم الحالي، عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.
هتقولي بس أنا بقول كلام أنا مقتنع بيه وبيمثل قناعاتي واعتقاداتي واختياراتي ومفيش حد ماسك سيف على رقبتي، هقولك وأنا كذلك قلبي مؤمن بالإسلام وبقول كلام أنا مقتنع بيه وبيمثل قناعاتي واعتقاداتي واختياراتي ومفيش حد ماسك سيف على رقبتي.
هتقولي بس المسلمين احتاجوا يهزموا البيزنطيين في مصر عشان الإسلام يوصل ليك، هقولك وقيم العالم اليوم يا عم التنويري عشان توصلك احتاج أصحابها إنهم يخوضوا حرب عالمية مات فيها ٥٠ مليون على الأقل، واحتاجوا ينتصروا على دول المحور، واحتاج المنتصر إنه ينسف مدينتين في اليابان بالقنابل النووية (مدينتي هيروشيما وناجازاكي)، بشكل قذر تخطى كل أخلاق، وده محصلش في مصر بالمناسبة!
اللي عايز أوصلهولك عزيزي التنويري المتنور الجامد خالص اللي متصور إنه كده قصف جبهتنا وصدمنا وشككنا في دين آمنا به وصدقناه: إن الانتصار العسكري طبعا بيساعد على سيادة قيم المنتصر ووصولها للناس في الساحات اللي انتصر فيها، وإنه عامل حاسم في عملية نشر الأفكار والقيم وإيصالها للناس ومن ثم يحدث الاقتناع بيها لو هي مقنعة، أقل ما يحققه الانتصار العسكري إنه بيزيل الحواجز المادية وكذلك النفسية تجاه القيم المنتصرة وبيدفع الناس للتفكير في تلك القيم وتبنيها، فلو كانت القيم نفسها قوية ومقنعة في ذاتها لديها قابلية الانتشار فالناس هتتبناها باقتناع بسهولة جدا بمجرد إزالة الحواجز ووجود الدوافع القوية للتفكير فيها، والانتصار والسيادة دوافع قوية بلا شك، ومحرك ذهني ونفسي قوي.
ثم متنساش إن قناعتي بالإسلام وقيمه حاليا هي في وقت غير المسلمين هما المنتصرين وقيمهم هي السائدة، يعني أنا وكل مسلم على وجه الأرض حاليا منصلحش للتدليل على كلامك، الصح كنت تضرب مثال بنفسك وبالتنوريين لأنكم بتتبنوا قيم المنتصر عسكريا حاليا، يعني انتم بتمثلوا النظرية دي لايف، ومع ذلك فانتم مش بتنكروا تحملكم لمسؤولية قناعتكم رغم إن دوافعكم للاقتناع هي بعينها الدوافع اللي انت رفضتها بشكل أكثر فجاجة، ولو أنكرت ده.
يعني أقدر أقولك بأريحية عميقة كل واحد بيخرج من الإسلام أو بيتبنى قيم المنظومة العالمية حاليا فهو تأكيد على نظريتك وكان الأصح تضرب بيه المثال، وفي المقابل كل واحد باقي على إسلامه حاليا ولا يتبنى قيم المنظومة المنتصرة انتصار كاسح فهو تأكيد إن الاقتناع بالإسلام اقتناع حقيقي تخطى فكرة التأثر بالمنتصر عسكريا وأصبح متكئ على سلامة القيم نفسها.
فالفكرة اللي انت طرحتها واللي خلاصتها: (إن المنتصر عسكريا لديه قوة التأثير على الناس والشعوب) الفكرة دي في حد ذاتها انتصار لفكرة الجهاد اللي انت حاولت تنتقدها، سواء كان الجهاد طلبا لتحقيق انتصار عسكري على عدوك لتاخذ منه زمام التأثير، أو منعا ودفعا لوجود انتصار عسكري لعدوك يحاول به امتلاك هذا الزمام، مع فارق ما بين القيم التي يتبناها عدوي وقيمي، مما سيجعل تأثيره إن امتلك الزمام لا يُقارن بتأثيري، إلا لو لجأ لمحاكم التفتيش والفتك الجسدي وده مصدر الخوف الرئيسي من انتصاره، والمراجعة السريعة للتاريخ تشهد الفارق بين الفتوحات "القيمية" وبين الاحتلالات العسكرية، وشاهد كيف كانت تتعامل الشعوب مع المحتلين مهما طالت فترة الاحتلال حتى تنتهي الرحلة بطردهم، وكيف تفاعلت الشعوب مع الفتوحات حتى دخلت في دين الفاتحين وتبنت قيمه، وده راجع لسلامة القيم مع وجود الانتصار العسكري، مش لانتصار عسكري مجرد زي ما حاولت تقول.
إنك تذكر اهتمامه بعمله وإيضاحه لعيوب سلعته وانضباطه في مواعيده – وهي أمور تعود بالنفع على أي إنسان يفهم وليست مرتبطة بالضرورة بخلق أو عقيدة – بجانب رحمته بالحيوان إلى حد إيقاف الدنيا لأجل إنقاذ قطة – وهي رحمة فطرية أيضا قد تقع من أغلظ الناس أحيانا بل ومن الحيوانات نفسها- أنك تذكر هذه الأشياء على أنها تجعله محققا لكل الإسلام سوى الشهادتين ،
هو إسلام بلا مسلمين ،
وكأن من الإسلام انتشار الفحش والزنا والشذوذ – حتى مع الحيوانات - والعري والخمور والاغتصاب والانتحار والإدمان ، وكأن من الإسلام أو حتى من الإنسانية ما يفعلونه في بلادنا حتى الآن من احتلال وقتل واغتصاب ونهب واعتقال وحيلولة دون نهوض أي دولة من دولنا واكتفائها ذاتيا ، إنك تتحدث عنهم وكأنك لا ترى جوانتامو أو أبو غريب أو العراق وأفغانستان وسوريا أو حتى فلسطين التي يدعمون جرائم إسرائيل فيها أيما دعم ، إنك تتحدث وكأنك لا تعلم تاريخ احتلالهم القريب لمصر والجزائر وليبيا وغيرهم ، أو احتلالهم لفيتنام ومجازرهم فيها ، أو ما فعلوه مع الهنود الحمر، إنك تتحدث وكأنك لا تعلم ماذا فعلوا ببعضهم البعض وبالدول المحتلة المسكينة في الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وكأنك لا تعلم ما فعلوه في هيروشيما وناجازاكي واللتان لم يعتذروا عنهما حتى الآن بل يكرمون المجرمين الذين نفذوا المذبحة ، لقد أدت الهزيمة النفسية والانسحاق الحضاري لتكوين اعتقاد (أن غاية الخلق تحقيق التقدم وتطوير التكنولوجيا واللطف الإنساني وبالتالي أن الكفار أقرب إلى مراد الله من المسلمين) ، ثم أعماك هذا الاعتقاد عن وقوعهم هم أنفسهم في بلايا تخالف تحقيقهم لهذه الغاية غير الدقيقة أصلا ، ثم تعظم أخطاء المسلمين وقصورهم في هذا الصدد ، ثم النهاية البغيضة وهي الجزم لهم بالجنة والجزم للمسلم المقصر في هذا الجانب بالخلود في النار، وما يتطلبه ذلك من عجائب الاستدلال والاصطدام المباشر مع القرآن الكريم ومن قبله العقل الصريح.
من كلام الكبراء
"القول بأن أبشع الجرائم ارتكبت باسم الدين، هو قول عار تماماً من الصحة، هل تمت إبادة الملايين من السكان الأصليين في أمريكة الشمالية باسم الدين، أم من أجل الاستيلاء على أرض الغير؟ هل كان روبسبير وستالين يذبحون الملايين باسم الدين، أم باسم إيديولوجيات موغلة في ماديتها؟ هل كان التشكيل الإمبريالي الغربي يتحرك باسم الدين أو باسم الرؤية الداروينية الإلحادية؟ وماذا عن حروب القرن العشرين التي راح ضحيتها الملايين؟ وماذا عن هيروشيما وناجازاكي؟ هل كانت حروباً دينية؟ ...أعتقد أن ربط كل شرور العالم بالدين ينبع من رؤية علمانية شاملة متعصبة اختزالية" حوارات الدكتور عبد الوهاب المسيري، العلمانية والحداثة والعولمة، دار الفكر، دمشق، 2010، ج 2 ص 136، تحرير: سوزان حرفي.
زُرت اليوم مُتحف تاريخي يسمى مُتحف إدو-طوكيو. المُتحف يعرض لتاريخ طوكيو خلال أكثر من 400 عام تقريبًا مُنذ أن كانت تُسمى بـ "إدو" وصُولًا إلى يومنا هذا، وتُغطي المعروضات كافة قطاعات الحياة تقريبًا (الفنون -الصناعة - الحياة اليومية - العمارة -..) خلال كُل فترة من الفترات التاريخية التي مرت عليها، وبذلك يُمكننا اعتبارها صُورة مُصغرة عن تاريخ اليابان ككُل، وليست طوكيو فقط. (https://goo.gl/kogRxK).
أعتقد أن أفضل وصف للمتحف هو أنه آلة للزمن. آلة زمن هائلة الحجم. الكثير من المعروضات في المتحف بالحجم الطبيعي (من البيوت والمحلات وصُولًا إلى مسرح كابوكي)، وباقي المعروضات هي نماذج كاملة مُصغرة بنسبة لا تتعدى عُشر الحجم الحقيقي (مثلًا، نموذج لقطاعات كامل من المدينة في عصور مُختلفة)، وبالطبع كُلها تحتوي على مُجسمات للأفراد. الجو العام ينقلك حرفيًا إلى شوارع إدو، والتي تتحرك خلالها وتتحرك خلال الزمن إلى أن تصل إلى طوكيو الحالية. عبقرية العرض، عبقرية خلق "سياق" يربط بين المعروضات، تتفوق على أهمية المعروض ذاته. المُتحف أشبه بقصة تتحرك داخلها، قصة تبعث التاريخ مرة أُخرى.
النُقطة الأخرى هي أنه وفقا للمعروضات، فترات المصاعب التي مرت بها اليابان بصفة عامة، وطوكيو بصفة خاصة، أقدم بكثير من القنابل النووية التي أُلقيت عليها في نهاية الحرب العالمية الثانية. هذه المدينة مُنيت بحرائق وزلازل مُنذ أن كانت تُسمى بإدو، وفي الغالب كانت تنتهي بنسف تام للمدينة. أيضًا وعلى عكس السائد، الخسائر التي مُنيت بها طوكيو خلال الحرب العالمية الثانية تتعدى هيروشيما وناجازاكي. الغارات الجوية الأمريكية حولت طوكيو لقطعة من الجحيم أكلت كُل شيء، وقتلت في حدود 75 ألف إلى 200 ألف شخص، وتسببت تهجير مليون شخص. (http://goo.gl/kX0KfN).
بالرغم من أن كُل هذه الكوارث وقعت في أزمنة مُختلفة، ولأسباب مُختلفة، كان دائمًا رد الفعل واحد: يُولد طائر العنقاء من رماده من جديد. نهاية كُل كارثة كانت تعني بداية تلقائية لمشروع إعادة إعمار جديد، من الصفر. بحلول كارثة تالية أكبر يُولد مشروع إعمار أكبر، من الصفر.
أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتني لاختيار اليابان دونًا عن أية دولة أُخرى أن لدي الكثير من الأسئلة حيالها. كيف لا يستسلمون في وسط اليأس المُدقع. كيف يُخططون في أحوال كهذه وكيف يُنفذون تلك الخطط بالفعل. كيف يمتلكون ذلك القدر غير البشري من التفاني والإخلاص لما يعملون عليه. ما هي العوامل التي أدت إلى ترسيخ أهمية العمل الجماعي إلى درجة التقديس. ثُم السؤال الأهم من ذلك، كيف يمتزج الماضي بالحاضر بتلك الصُورة التي لا أعلم لها شبيهًا في أي مكان.
لم أحصل على إجابات شافية بعد على كُل الأسئلة، لأن الأمر لابُد أن يستغرق وقتًا. كُل مُحاولات فهم اليابان بالنظر لجانب واحد فقط هي مُحاولات ناقصة، وقد تؤدي حتى إلى استنتاجات خاطئة. التاريخ، الدين، الخلفية الثقافية والمُجتمعية، اللُغة،.. هُناك العديد من العوامل التي يجب دمجها للوصول للإجابات الصحيحة.
إلى أن يحين ذلك الوقت، أعتقد أن مقال هيثم قطب عن اليابان يُعد مُقدمة جيدة جدًا عن الموضوع: http://goo.gl/oTG4Ms
الحياة في اليابان مُسالمة جدًا. حتى في مدينة هائلة كطوكيو -والتي تُجسد المدنيّة بالمعنى الحرفي للكلمة- لا تزال الحياة مُسالمة جدًا، دع عنك الأماكن الأُخرى الأقل صخبًا. يبدو الأمر وكأن القاعدة غير المكتوبة التي يتبعها الجميع هي: لا تتسبب في إزعاج أي شخص، لأي سبب.
هل نمط الحياة المُسالم هذا يجعل اليابانيين أقل قُدرة على التعامل مع الكوارث؟
هذا سؤال وارد جدًا، وخاصة بالنسبة لشخص عاش مُعظم حياته في مصر، ولازال يحمل في رأسه صور نمطية عن الطبقية الاجتماعية في بلده. يعني في مصر هُناك ذلك المفهوم الشائع أن الطبقات الغنية (والمُنعزلة كليًا عن عامة الشعب) تكون "متدلعة" للدرجة التي لا يستطيعون فيها فعل أي شيء بمفردهم، بينما "ابن البلد المدقدق" سيجد دومًا طريقة للتصرف.
الآن دعك من هذا الوصف العاطفي ولنطرح الأمر بصُورة أُخرى: لو حدثت كارثة طبيعية ما -زلزال مثلًا- في القاهرة وفي طوكيو، ما هو حجم الخسائر المُتوقعة في الطرفين؟
بنفس المنطق السابق، من المُفترض أن يكون الأمر كارثي بالنسبة لطوكيو، لأن كُل السُكان تقريبًا ينتمون للطبقة "المتدلعة"، بينما في القاهرة، وبسبب أن مُعظم السُكان من الطبقة المتوسطة وما تحتها، فسيتمكنون من النجاة بطريقة أو بأُخرى.
ولكن هل هذا حقيقي؟
قطعًا لا. نحن نعلم تمامًا أن الموضوع سيكون تحت السيطرة في طوكيو، بينما في القاهرة.. لا أُريد تخيًل الأمر حتى. أدعو الله ألا تصيب مصر أية زلازل خلال الفترة الحالية على الأقل، لأن الخسائر ستكون مروّعة، وأكثر الخسائر ستكون من نصيب "ولاد البلد"، أو الطبقات المتوسطة وما تحتها.
يكمُن الخطأ في هذا المنطق في الطريقة التي ننظر بها للعلاقة بين رغد الحياة وبين الجاهزية للتعامل مع الكوارث. لا تعارض بين الاثنين. بعبارة أدق، "الطبيعي" هو أن تحيا حياة كريمة، وفي نفس الوقت أن تحظى بنظام سياسي واجتماعي يعرف كيف يتعامل مع الطوارئ. لا أعلم متى بدأنا نُفكر بطريقة معكوسة، ولكن قطعًا يجب أن توضع هذه الفكرة تحت عنوان "خدعوك فقالوا"، لأن هذان الأمران هُما من حقوقك على البلد التي تسكنها.
تم محق مدينتين يابانيتين من الوجود في ثوان بقنابل لم يرى العالم مثلها من قبل. كان ذلك هو المشهد الأقرب لما سيكون عليه الأمر عند نهاية العالم. لا توجد كارثة قادرة على إفقاد الإنسان عقله قد تفوق هذه الكارثة. بالرغم من ذلك، ها هي اليابان! تلك البلد التي لا تمتلك أية موارد طبيعية، وتُغطي الجبال مُعظم أراضيها، هي نفس البلد التي تحركت من قاع الجحيم إلى قمة العالم. حاول أن تُفكر في الأسباب.
أيضًا، حاول أن تتخيل للحظات كيف كانت لتبدو مصر في 2015 إن أصيبت القاهرة والأسكندرية في عام 1945 بالقنابل النووية بدلًا من هيروشيما وناجازاكي. بالقياس على مصر التي لدينا الآن والتي لم تُصب بالقنابل، من المُحتمل جدًا أننا كُنا لنعود للعصر الحجري.
باستثناء الـ (السوشي) لا أظن أن هناك أية كلمات يابانية أخرى نحفظها غير هيروشيما وناجازاكي، من ذا الذي لم يسمع عن قنابل أمريكا النووية..؟ التي لم يكن لها داعٍ فعلًا إلا فرض الرعب والهيمنة في أسوأ صورها، وبنفس منطق البلطجي الذي يلوّح بالـ (سنجة) في شوارع المطريّة..! جميعنا يذكر صورة عش الغراب الشهيرة بالأبيض والأسود مع بعض المناظر المحطمة للأعصاب هنا وهناك لمجموعة بيوت مُبادة أو طفلة يابانية محترقة..! إنها الإبادة الشنيعة التي قام بها طيار أمريكي بضغطة زرّ ليتسبب بموت مائتيْ ألف ياباني..
غير أننا لم نسمع غالبًا عن مدينة (نانجنغ) الصينية التي اجتاحها اليابانيون أنفسهم وقبل أعوام قليلة من تاريخ القنبلتين الشهيرتين، ليقوموا بقتل ثلاثمائة ألف إنسان..! هذه المرة كان القتل بالرصاص والسونكي حيث تتلاقى عينك بعين قتلاك دون أن تعبأ بذلك..! الجريمة أبشع بلا شك، خصوصًا لو عرفت أنها من أشهر المذابح التي ارتبطت بالاغتصاب في التاريخ، حيث تم اغتصاب عشرين ألفًا في اليوم الأول فقط.. لم يغتصبوا الفتيات فقط، ولكن أيضًا الأطفال والعجائز..!
احتفط التاريخ بمذبحة (نانجنغ) وغيرها من مذابح اليابانيين في سجلاته المخفيّة حيث لا يتذكرها أحد تقريبًا، وبنفس الطريقة التي احتفظ بها بسجلات قتلى (ستالين) في الحرب العالمية الثانية التي فاقت ضعفي عدد قتلى (هتلر)، لكن بالطبع الكل يعلم أن هتلر مجرم حرب سافل قد نال جزاءه، بينما ستالين استمر في حكمه إلى أن مات على فراشه بجوار زجاجات الفودكا وتشييعات الملايين من محبيه بأعينهم الدامعة وزهورهم الحمراء على قبره الذي لا يزال الناس إلى اليوم يحجون إليه كل عام..!
ماذا عن (ماو تسي تونج) الذي قتل ستين مليون إنسان من أجل إقامة الثورة الشيوعية في الصين..؟ لم ينل هذا الوغد جزاءه أبدًا إلى أن مات..! وماذا عن جنكيز خان وهولاكو وتيمور لانك وفلاد المُخوزق وكاليجولا ونيرون، وغيرهم من معاتيه التاريخ الذين نشروا الدماء في كل مكان ومات معظمهم على فراشه بسلام لم يعكّره عليهم أحد..!
التاريخ لا يرحم أحدًا فعلًا لكنه لا يمانع أحيانًا في الواقع من أن يسجل كل شيء في غرفة مكتبه الخاصة بسجلات باهتة لا يطّلع عليها أحد..! العدل - ككل شيء في هذه الدنيا - ناقص بحق..! والذين يفلتون من العقاب أكثر من أن نحصيهم..! علمتنا السينما أنه لا توجد جريمة كاملة وأن المجرم سينال جزاءه في النهاية، بينما معظم جرائم الحياة كاملة فعلاً، أو هكذا تبدو لنا..!
لم يتسنّ لك الانتقام أبدًا من ابن العميد الذي أخذ مكانك في الجامعة، ولا بائع الفاكهة الذي باعك هذه البطيخة البيضاء، ولا سائق التاكسي الذي سبّ أمك ثم لاذ بالفرار..! لم يُقتصّ أبدًا من المسئول عن شهادة البكالوريوس التي حصل عليها ابنك دون أن يتعلم حقًا، ولا عن مياه النيل التي قتلت أباك بالفشل الكلوي، ولا عن دخان قشّ الأرز الذي تقضي كل عام بسببه شهرًا في صداقة دائمة مع السعال.. ولربما لا تستطيع أن ترى بعينيك نهاية أي سفّاح في بلدك، وما أكثر السفّاحين في بلدك..!
مظالم الدنيا من حولنا بشعة، ربما أبشع من أن يتحملها المرء في كثير من الأحيان..! إنها مرارة القهر، ودموع الحسرة، والرغبة العارمة في الانتقام، والحاجة الصادقة للقصاص، ونظرات العين المنكسرة في صمت بليغ..! إنه جوع قارص، وظمأ قاتل.. وككل ظمأ في الدنيا هناك ما يرويه ويشبعه.. هناك في مكان ما، أو زمان ما، هناك عدل كامل، هناك انتقام جبار، هناك قصاصٌ نافذ..! "الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ".. لا ظلم هناك، في ذلك اليوم..!
سنة 1946 انتهت الحرب العالمية الثانية في السنة حصل اكبر عمليات اغتصاب جماعي في التاريخ البشري لاغتصاب بضعة ملايين المانية بعد سقوط برلمانية وكانت اعمار المغتصبات تتراوح ما بين تسع سنوات وحتى 65 سنة واشترك في هذه العمليات الامريكان والروس والبريطانيين والفرنسيين
سنة 1948 اي بعد ذلك التاريخ بعاميين فقط صدر الاعلان العالمي لحقوق الانسان من الامم المتحدة الي اعضائها الاربع الكبار هما هما يا مؤمن نفس الي اغتصبوا بضعة ملايين المانية من سنتين بس
اقولك على حاجة احلى من كدة ؟ رئيس امريكا ساعتها هو هاري ترومان ، صاحب قرار ضرب هيروشيما وناجازاكي بالقنبلة الذرية
ألا ان الحقوق التي تزعمونها تحت قدمي هاتين
منذ 50 سنة مضت، امتلكت واحدة من القوى العظمى قنبلة يمكنها قتل نصف مليار شخص (بالقياس مع قنبلتي هيروشيما وناجازاكي).
أعتقد أنني أستطيع الآن فهم لم أن القوى العظمى في العالم ترى أن لديها الحق المطلق في تقسيم العالم وكأنه ملكية خاصة، ولماذا كان كل هذا الرعب من برنامج إيران النووي، ولماذا على الدول الضعيفة أن تضع الأحذية في أفواهها وتنفذ بهدوء ما يطلب منها، ولماذا تطعم نفس هذه الدول شعوبها الأوهام حتى تسكتهم، ولماذا تخشى أن يتخطى مستوى تفكيرهم فروجهم وبطونهم، ولذا تسخر الإعلام والتعليم لضمان عدم حدوث ذلك.
السؤال الأهم : كيف يبدو شكل الأسلحة الآن؟
أقوى سلاح تم تصنيعه في تاريخ الجنس البشري روسي الصنع، وتمت تجربته في عام 1961!
هي القنبلة الهيدروجينية المُسماة Tsar Bomba، أو قُنبلة القيصر. القنابل الهيدروجينية هي نوع من القنابل النووية التي تمثل فيها القنابل النووية العادية (التي تعمل بالإنشطار النووي) مجرد "مرحلة" من مراحل عمل القنبلة! هي تعمل بمبدأ الإندماج النووي، نفس المبدأ الذي تعمل به النجوم كالشمس، وبذلك تُصبح هذه القنبلة "شمس صغيرة" بصورة أو بأخرى.
أعتقد أن الأرقام ستوضح لماذا استحقت هذه القنبلة لقب السلاح الأقوى في تاريخ الجنس البشري:
- القوة التدميرية لهذه القنبلة تعادل 1350 إلى 1570 ضعف القوة التدميرية لقنبلتي هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية. (عدد ضحايا هاتين القنبلتين يقارب 300 ألف شخص).
- القوة التدميرية لهذه القنبلة تعادل 10 أضعاف القوة التدميرية لكل المتفجرات التقليدية التي تم استخدامها طوال الحرب العالمية الثانية مجتمعة!
- القوة التدميرية لهذه القنبلة تعادل 10% من القوى التدميرية التي تسببت بها كل إختبارات الأسلحة النووية التي تمت إلى هذه اللحظة.
عندما تم تجربة هذه القنبلة، تراوح قطر كرة النار الناتجة من 3.5 إلى 8 كيلو متر، بينما بلغ قطر منطقة الدمار المباشر 35 كيلومتر (الصورة توضح منطقة الدمار فوق باريس على سبيل المثال).
يتبقى أن نذكر أن الأرقام في الأعلى تمثل القنبلة التي تم تصنيعها بالفعل، والتي تحمل نصف القدرة التدميرية التي كان باستطاعة العلماء تصنيعها في ذلك الوقت (نعم، كان بإمكانهم صناعة قنبلة بضعف القوة التدميرية!)، ذلك لأنهم أرادوا التحكم في المخلفات الإشعاعية الناتجة عنها. (لهذا السبب، فإن هذه القنبلة تُعد من أنظف القنابل النووية على الإطلاق بالرغم من قوتها الهائلة).
للمزيد:
====
باللغة العربية (مختصر): http://goo.gl/w0MnCY
باللغة الإنجليزية: http://goo.gl/cUxoUp
السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا كنَّا نفعل في العام 1961؟
العنف الديني والعنف العلماني
"القول بأن أبشع الجرائم ارتكبت باسم الدين، هو قول عار تماماً من الصحة، هل تمت إبادة الملايين من السكان الأصليين في أمريكة الشمالية باسم الدين، أم من أجل الاستيلاء على أرض الغير؟ هل كان روبسبير وستالين يذبحون الملايين باسم الدين، أم باسم إيديولوجيات موغلة في ماديتها؟ هل كان التشكيل الإمبريالي الغربي يتحرك باسم الدين أو باسم الرؤية الداروينية الإلحادية؟ وماذا عن حروب القرن العشرين التي راح ضحيتها الملايين؟ وماذا عن هيروشيما وناجازاكي؟ هل كانت حروباً دينية؟ ...أعتقد أن ربط كل شرور العالم بالدين ينبع من رؤية علمانية شاملة متعصبة اختزالية" حوارات الدكتور عبد الوهاب المسيري، العلمانية والحداثة والعولمة، دار الفكر، دمشق، 2010، ج 2 ص 136، تحرير: سوزان حرفي.
الصورة من موقع المكتبة العامة